سجل الزوار
Website counter
****************

عن المدون

صورتي
موقع الشاعرة والقاصة والروائية والكاتبة الصحفية هالة فهمى
شاعرة وقاصة وروائية وكاتبة صحفية ـ عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ـ عضو نقابة الصحفيين ـ نائبة رئيس جماعة الجيل الجديد الأدبية
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

المتابعون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

هالة فهمى كتبت من ماليزيا : الثقافة الإسلامية .. الوجه الآخر لماليزيا المبدعون لا يعانون شظف العيش.. ويربحون من إنتاجهم



يقدمها: حزين عمر رسالة ماليزيا: هالة فهمي الأربعاء 14 ديسمبر 2011
الفكرة الشائعة لدي عامة الشعب المصري عن ماليزيا أنها أحد النمور الآسيوية وقد نجحت في اجتياز كل أزماتها الاقتصادية وتحولت من بلد فقير الي دولة متطورة تحقق دخلا قوميا أضعاف ما تحققه مصر. علي الرغم من فقرها في الموارد الطبيعية وأن عدد سكانها 15 مليون نسمة.
هذه فكرة صحيحة لكنها ليست كل شيء في ماليزيا فالنهضة الصناعية لم يكن من الطبيعي أن تقوم بدون نهضة علمية وبدون رؤية ثقافية واعية.. وأول سمات هذه الرؤية ذويان الشعب الماليزي في سباق حضاري واحد.. رغم تعدد الديانات فالغالبية المسلمة بجوارها أقليات كثيرة من الهندوس والبوذيين والمسيحيين وغيرهم.. هذا النسق الثقافي يركز علي المشترك الذي يجمع كل المواطنين وهو الرغبة في التقدم والنمو والإزدهار ويستبعد كل عناصر الاختلاف وعدم التجانس بين هذا الشعب.
في ظل النهضة العامة لكل مناحي الحياة في هذه الدولة الآسيوية المسلمة لا يمكن ان تجد أديبا ومفكرا أو استاذا جامعيا أو فنانا أو مبدعا بصفته عامة.. يعاني من شظف العيش فكل من هؤلاء يمكنه أن يتقوت من  إنتاجه الأدبي والفكري وهم في هذه الخاصة أقرب ما يكون الي الغرب الأوربي والأمريكي وليس أدل علي مكانه المثقفين والمفكرين هناك من أن يتولي أحدهم قيادة الدولة لمدة عقدين من الزمان وهو مهاتير محمد الأب الروحي لنهضة ماليزيا الحديثة .. وكل أصحاب المواقع هنا في كوالالمبور أصحاب رأي وفكر علي درجة عالية من الثقافة.
الثقافة في ماليزيا لا تعني الشعر والقصة والرواية والفن التشكيلي والغناء فقط.. بل هي سلوك حياتي يتجسد في الشارع. وفي المدينة وفي القرية فمثلا شاهدت هنا أكبر حديقة طيور مفتوحة تضم مئات الأنواع من الطيور التي لا تحدها أقفاص بل تتحرك بطبيعية وتلقائية وحرية في هذه المساحات الشاسعة من أشجار الغابات.. وقد أقاموا شباكا شاسعة وعلي ارتفاعات شاهقة لا تكاد تظهر للناظر اليها الا بعد تدقيق.. وهنا يبدو السلوك الحضاري البشري لا في حسن التعامل مع الطيور والحيوانات بعامة فقط بل كذلك في أنك لا يمكن أن تجد أية بقية من نفايات طيور في أي شارع من شوارع الحديقة فالعاملون فيها يتحركون فورا لازالة أية نفاية لعصفور صغير ولك أن تتخيل آلاف الطيور المنتشرة في هذه المساحات الشاسعة ولا تجد أية بقية من نفاياتها في أية بقعة .
ومع أخذ ماليزيا بعناصر الحداثة الغربية في الصناعة والتجارة والتعليم والازياء وبعض السلوكيات هناك أزدهار ضخم لفن العمارة والاعتناء به وقد تجاوزوا توفيز الحاجات الضرورية لسكن المواطن الي التأكيد علي القيم الجمالية في العمارة لديهم وهنا برجان من أعلي الابراج في العالم أقيما علي مساحات واسعة ويستطيع الزائر للعاصمة كوالالمبور أن يراهما من أي زاوية في البلد بما في ذلك الجسر الذي يصل بينهما وشكلهما المعدني المميز الذي يؤكد علي أن هناك حضارة جديدة تنهض وتناطح السحاب قمة الحضارة من خلال رمزي ماليزيا في برجي "بتروناس تون كورز" وقمة الطبيعة الرائعة المتمثلة في غابات ماليزيا .. التي ما إن تراها حتي تعرف أنها غاية شاسعة من الاشجار شقتها المدنيه والحضارة دون المساس بهبة الخالق العظيم إليهم.
وهذا أيضا لم ينف وجود مظاهر الثقافة الإسلامية التي برزت ملامحها في العديد من المباني الحديثة التي استخدمت "موتيفات" اسلامية لتشكيل مبان رائعة ليست متاحف ولا أثارا ولكنها للسكن العادي مما يجعلك تشاهد متحفا مفتوحا للرقي والازدهار واحترام المواطن الماليزي الذي وجب علي الدولة توفير حد من الرفاهية له.. وحتي الفقراء منهم لم يحرموا نعمة التميز فالمباني الشعبية هناك في تجمعات رسمت بعناية ولونت بلون يحاكي جمال الطبيعة التي جبلوا عليها.. الجمال في ماليزيا طبيعة وضرورة وليست تطبيعا.
هذا بالاضافة لما تركه السابقون مثل مبني السلطان عبد الصمد في ميدان التحرير والجامع الوطني وغيرها من عمارة إسلامية حرصوا عليها كل الحرص وابقوا عليها وهذا هو الوجه الآخر وجه الأصالة في مقابل الوجه البارز للدولة وهو الحداثة.
من الطريف أن آثار ثورتنا 25 يناير قد وصلت الي عاصمتهم وهنا ميدان يسمي ميدان التحرير وقد شهدت فيه مظاهرة صامتة لا تطالب باسقاط النظام لأن النظام لديهم منتخب ديمقراطيا من الشعب بل تطالب بانصاف
المتضررين من الكوارث الطبيعة وحوادث الطرق والعنف.. مثل هذا الاعتصام ليس موجها ضد الفتنة الطائفية كما يحدث عندنا لأنهم يعيدون كل البعد عن هذه المفاهيم. فرغم قلة عدد البوذيين هنا فهم يملكون معبدا ضخما بعد صرحا من صروح الآثار يمارسون فيه طقوسهم حتي الآن بحرية .. بل ويتردد عليه الكثيرون علي سبيل الزيادة سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين ومن أبرز معالم الثقافة هنا مسرح "سالومة" الذي يستقبل السائح بعدة  عروض عن رقصات شرق آسيا المتنوعة خاتما يرقصه ماليزيا الوطنية والتي يعرض علي شاشات  العرض أثناءها صورا لكل ما يمثل ماليزيا.. وينصح بزيارة هذا المكان للسياح في بداية رحلتهم فمن خلاله يتم التعريف بالاماكن التي يحب الزائر  زيارتها.

رؤية نقدية فاطمة.. في سوق الأيادي


رؤية نقدية فاطمة.. في سوق الأيادي
هالة فهمي الأربعاء 16 نوفمير 2011
جاء في الأساطير الرومانية أنه حكم علي رجل بالحرق. فأشعل يده اليمني ليظهرعدم خوفه من الحكم المسلط عليه. ومن النار التي ستبيده فعفي عنه واستحق البقاء لشجاعته وكبريائه وصار يدعي "مرسيوس سكانيولا" ويعني الأيسر بعد فقدانه اليد اليمني.
بهذه المقولة تبدأ فاطمة الشريف الشاعرة والروائية تصدير ديوانها "سوق الأيادي" الصادر في تونس قبل قيام الثورة.. بجرأة وتنبؤ جاء من بعده حرق "محمد بوعزيزي" لنفسه ليشعل ثورة بلد.. بلدرأته فاطمة ينبش باحثاً عن طفل في رحم البقاء ولا يفرط فيما فرط فيه الآباء.. بدأت الشاعرة ديوانها بقصيدة "كحل الوصية" ورثت فيها ياسر عرفات رمز النضال الفلسطيني فهي تري ان العرب مأساتهم هذه الحضن الصاقع الذي يسكنون إليه ومأساة عرفات أنهم أجهضوا حلمه.
الشاعرة مهمومة بالقضية الفلسطينية وتري أنها الهم الأكبر والدائم والمقدم لكل الشعوب ولذا الحل الحقيقي هو الالتفاف حول الحلم العربي الواحد والمشترك وهو تحرير القدس وقتها ستكتمل الوحدة وللأبد وقبل ذلك لن تكون هناك وحدة ولا كرامة عربية.
تري الشاعرة في مفردة "النار" التطهر من كل الذنوب والخنوع العربي وهذه رؤية تراثية.. أكدت عليها في قصيدة "سكر الزمان" والتي قسمتها إي ثلاثة أقسام: الزمان- وتحدثت عن غفلته وثغره المحترق ثم المكان: حديقة أباطرة في عهد تركي- عباسي أموي ربما. ثم المشهد.. وهو الوطن العربي المجرح بين رجس رجال تتمطي كسلاً أو لظي العجز العربي انه سيناريو للواقع  العربي تصوغه الشاعرة بحرفية عالية وصدق شعوري راق ومفردات كأنها طلقةمن نار.. تثير العديد من الأسئلة في ذهن المتلقي.
ومن مفردة "النار" إلي مفردة الحلم تنتقل الشاعرة بين أبياتها.. فالحلم لديها رغبة في اعادة الدفء والابتعاد عن الغربة كما في قصية "الخلاء" وهي في قصيدة "زحام" تنتظر الابن كزعيم في حلم. هذا  الابن هو الخلاص مما تعانيه الشاعرة حزناً علي وطنها المسلوب وحقها في الحلم.
وفي قصيدة "صلاة العواصف" تؤكد الشاعرة ان الحلم المفقود يكون حين تقتسم الأرض ويدنس العرض وتتوه معالم الخاص بالعام والعكس.
فلا يعرف العربي مما يعاني العام بكل إيلامه وسواد وجهه أم الخاص ينقص الخير والعدل.
الطفولة لدي الشاعرة هي الأمل.. هو الابن الحلم الذي ننتظره كزعيم لأمة النيام ليوقظهم. هي الطفلة التي تكبر رغم حزن الليل وحرق عوسحبها.. ولكن لا يعنيها الاحتراق ولا الحارق.. فلن يصمت من يراها تحترق فهذا كاحتراق الايمان وهي هنا تحرص علي المقاومة وانقاذ الحلم المتمثل في الطفلة.
الحريق والحلم.. ها أداتا الشاعرة في ديوانها يوق الايادي.. الحريق للعدو وللطامعين في البلاد.. من حكام وممن يلتهمون عرض الوطن تحت مسميات عديدة.. والحلم يأتي للخلاص منهم.
فاطمة الشريف دعت إلي الثورة من خلال أبياتها وقصائدها التي حرصت علي حرق الذل والخلاص من الضياع وإذابة الخنوع والخيل العربي والركوع لحكام خونة الشاعرة تفجر الفجر الوليد ليتناثر ظهيره وتوقظ النيام الشاعرة أيضاً لم تتحدث من وراء حجاب بل أسفرت عن وجهها وقدمت رويتها في أكثر من عمل منهما "لست من رحم حواء" شعر. "أيصبح الطين طيباً" شعر "وطن يعاقر الانتظار" شعر. ثم "عذراء داخل الميزان" رواية "رجولة خارج الوصايا" رواية ولعلنا ندرك من عناوين أعمالها أنها امرأة ثائرة ترفض الاستسلام قاومت بالكلمة وحرضت بها علي ثورة تحرير وطنا عربياً من الظلم والطغيان لتحرره من سوق الأيادي كما رأت الشاعرة.. أياد رغبت في تمزيقه من الخارج بمساعدات الطغاة في الداخل ممن حكموا الوطن العربي.
رؤية نقدية فاطمة.. في سوق الأيادي من المصدر >اضغط هنا<


غد.. أفضل: 22/10/2011


غد.. أفضل
هالة فهمي السبت 22 اكتوبر 2011
قال أفلاطون: إن من يعزف عن المشاركة في الحياة السياسية.. سيعاقب بأن يحكم بمن هم دونه ومن لا يراعون مصالحه.
هذا قول لابد منه خاصة أن باب التقدم للترشح للبرلمان بدأ الاربعاء قبل الماضي.. وعلي هذا المشهد تتوحد العيون وتتفرق القلوب.
الجميع يرقب ما سيحدث والبعض يتنبأ ببحار من الدم سوف تراق صراعاً علي مقاعد البرلمان والأغلبية من كل هؤلاء اكتفت بمقاعد المتفرجين لم يشاركوا لا في الاحزاب السياسية الجديدة ولا في رفض ما فرض علينا من احزاب الفلول والاحزاب التي تقوم علي اسس دينية.
ما بين الصراع والصمت والمشاهدة.. راودتني مقولة أفلاطون التي أطلقها ويدعو فيها العقلاء للمشاركة في حياتهم السياسية واختيار من يمثلهم وبقدر ما يكون الاختيار جيداً.. سيكون انصلاح الأمور.
وهذا ما جاء في العصر الإسلامي بعد ذلك "كيفما تكونوا يول عليكم" بمعني أننا نختار ولاتنا.. ومن سينطقون باسمنا ويصيغون دستورنا.
كل شيء خاضع لاختيار الشعب بطوائفه الصامتة والمشاركة والمتربصة.
حقيقة يجب أن ندركها جميعاً وهي أن المشاركة الايجابية أن تفكر في الاختيار بعيداً عن الطائفية والعنصرية والقبلية والشللية العنصر الوحيد الذي يجب أن يطغي هو مستقبل هذه البلاد.. التي تضمنا جميعا مسلمين ومسيحيين ويهوداً وعلي غير ملة تضمنا كبشر خلقنا لنحيا ونعمر في الأرض وفي النهاية يحاسبنا الله سبحانه وتعالي علي اختيار الدين وعلي اختيار ولي الأمر فهل نعود معاً لمقولة أفلاطون لعل وعسي.

غد.. أفضل - قال لي.. عباس


غد.. أفضل - قال لي.. عباس
هالة فهمي السبت 1 اكتوبر 2011
كان لقائي به في دعوة بعنوان "عشاء في الظلام" تناولت فيها العشاء في مطعم ببرج القاهرة. ولكن ليس تحت ضوء الشموع الحالمة.. إنما عشاء في أظلم مكان أعد خصيصاً بإغلاق كل منافذ الضوء حتي وصل الامر أنك لاتري يديك.. كل هذا من خلال ستائر أعدت لهذا الغرض..إذن ما هو الغرض؟
هو أن تعيش  بعض الوقت في اظلام عاش فيه كل مكفوف ان تعيش هذا العالم ثم تخرج وتحكي عن تجربتك.خطط لهذه التجربة مجموعة من أولادنا بالجامعة الذين حرصوا علي أن يكون  هناك في النهاية وجهة نظر للأمر برمته وهوكيف يعيش غير المبصر وما هي قدراته؟ وعند قدراته تلك كان لقائي بـ"عباس توفيق".. بداية التعارف عندما أخذ يدي من علي باب الحجرة المظلمة ليقودني داخل عالمه المظلم..كان عباس هو مصدر الطمأنينة الوحيد في الظلام.. سرداب طويل لا ملامح له تغوص فيه بكل حواسك إلاالبصر.. أرشدني إلي  مكان مقعدي. وشرح لي أدوات المائدة التي  أمامي.. كان كل مقعد عليه ضيف لم يخطئ مكانه بفضل عباس.. بعد أن اكتمل العدد ما بين كتاب صحفيين وفنانين وأطفال مكفوفين انضموا إلينا كل طفل بصحبة كل واحد منا.. الطفل ينتمي إلي هذا العالم المظلم هو من قرأ علينا قائمة الطعام المكتوبة بطريقة برايل واخترنا ما سنأكل ولا اخفيكم سراً أنني اخترت انواعاً ليس بها "صوص" ولا أي سائل حتي لا أكون مثل د. طه حسين عندما اكان يأكل العسل في مسلسل "الايام" وفعلت "الفنانة" سيمون مثلي وكذلك الفنان تامر هجرس ثم خرج علينا عباس بالعشاء والسلطات والحلو والمشروبات هو مسئول الخدمة وتقديم الطعام إذن!! لم يخطئ خطأ واحداً..  لم تلمس يداه. يد أو كتف احدنا وهو يقدم الطعام وبعد ان انتهي العشاء أخذ عباس أيدينا ليسلمنا إلي  الضوء. إلي العالم المبصر.
.............................................................

إقرأ ما كتبته الكاتبة الأديبة هالة فهمى تحت عنوان غد أفضل  السبت 1/10/2011 من المصدر (جريدة المساء)
http://213.158.162.45/~almessa/index.php?c=html/main/articleDetails&article_id=39270
..............................................................
ـ باب نبضات قلب بالموقع : الكفيل السعودي وشريكه المصري

غد.. أفضل - الفستان الضيق!! ـ جريدة المساء 17/9/2011


غد.. أفضل - الفستان الضيق!!
بقلم: هالة فهمي : السبت 17 سبتمبر 2011
قالت لي وهي تبكي: لا أعرف إلا القليل عن نفسي بينما عرفت ما لا يعرفه هو عن نفسه.. أحببته إلي حد العشق والهوي.. وأحبني كجزء من حياته إلا كثيراً.
والكثير الذي أريد التحدث عنه هو أن حبيبي له ألف وجه.. هو يعشق المرأة ويلهث خلفها ومع كل امرأة له وجه يخدعها به أو يسلبها به قلبها عرفت هذا عنه منذ أول يوم أحببته.. ولكنني قلت: القدر الذي شاء لي أن أحب بمن يرفضه عقلي وهنا تكمن مشكلتي!!
أنا لا أحب الرجل الذي يبتزل مشاعره علي عتبات النساء.. يستجدي منهن قطعة من أجسادهن أنفر من هذه النوعية لا أطيق النظر إليها.. بل تذكرني دائما بفستان للايجار.. تلبسه كل الاجساد ويرقد فوق حبات عرقهن.. ومن يد ليد حتي يبلي ويتحول إلي من لا تملك حتي حق الايجار كنوع من الصدقة.. اشعر أنني تلك المرأة التي جازت عليها الصدقة وتنظر فستانها الضيق المتهالك ليسكن جسدها.. بعد أن مزقته الاجساد وامتص رحيقهن الفاسد.. وعرق دعارتهن!!
ماذا أفعل وهذا قدري الذي اخترته بل وأقدم علي الزواج منه لا لشيء إلا لأن قلبي لا يعرف إلا حبه وإلا ما قبلت ما يفعله حتي الآن أمام عيني لا تعجبني فقط أردت الفضفضة... ودائما فلن اكتب إليك ثانية فأنا يا سيدتي امرأة حق عليها العذاب.
بالطبع صغت رسالتها باسلوبي ولكن كلامها الذي كان أكثر صراحة مما عبرت به.. ودموعها التي شعرت بها بين اناملي وأنا اتصفح رسالتها جعلني أفكر لماذا نضعف احيانا أمام رغباتنا ولماذا نعرف الخطأ والصواب ونختار الخطأ دائما.. فماذا لو رفضت هذه السيدة هذا الفستان الضيق قد تتألم ليوم.. لشهر ربما لعام لكنها لن تشعر بعد ذلك بأنها مهانة.. الرجل الذي يهين نفسه أمام رغبات جسده رجل ترفضه المرأة اذا ما أقدمت علي الزواج ثوري علي نفسك ارفضي ثوبك الذي استأجرته النساء جميعاً خاصة ذات العلاقات السرية.. افعلي كما فعل الثوار يوم 25 يناير خرجوا ليعلنوا غضبهم فكانت الثورة والتغيير الذي ننتظره جميعاً.. مصر أيضا كانت مرتبطة بشلة من الفساتين الضيقة وقد تخلصنا منها فهل من المستحيل أن تتأملي فترة وتنخبطي فترة ثم تستقر الأمور.. سلبيتك هي جزء من سلبية مجتمع تربي علي قبول الواقع دون التفكير في تغييره ان الاستسلام للذل قتل للروح والحرية هي السبيل الوحيد للسعادة.. أقول هذه النصيحة للثوار ولي ولك.. نعم يا عزيزتي تخلصي من الفستان الضيق لتنعمي بالحرية والسلام والحب.
.............................................................
ـ طالع المقال من المصدر (جريدة المساء 17/9/2011) >اضغط هنا<
ـ نص نبضات قلب المنشور بجريدة المساء 17/9/2011 على هذا الرابط :
http://halafahmy1.blogspot.com/2011/09/17-2011.html

غد.. أفضل - هوس الثورة في الدراما الرمضانية!


غد.. أفضل - هوس الثورة في الدراما الرمضانية!
بقلم : هالة فهمي ـ السبت 10 سبتمبر 2011
رمضان وليَّ هاتها يا ساقي مشتاقة تسعي إلي مشتاق
هكذا قال الشاعر بعد انقضاء شهر رمضان وإن دلل هذا البيت علي شيء فإنما يدلل أن للشهر الفضيل احتراما وتبجيلا كان مفروضا.
قد يسأل البعض وما علاقة هذا بالعنوان. أقول إن هناك بعض الأعمال لها تأثير يفوق تأثير الخمر منها إفساد الذوق العام والإساءة إلي قدسية شهر العبادة..ولن أذكر أسماء حتي لا أتهم بفعل النقد الأدبي أو الفني والعياذ بالله إنما أناقش موضوعا آخر تصادف أن يكون زمنه شهر رمضان.. بمجرد قيام ثورة 25 يناير قامت الأفلام الجاهزة لعمل نوعيات من الفنون تواكب المرحلة لكنها لم تكن بقوة ما أفرزته ثورة 23 يوليو والدليل أن نوعية هذه الفنون عندما تعرض الآن تكتسح الساحة.. أغان.. أفلام.. مسرح كلها أعمال تركت بصماتها علي وجدان الشعوب العربية أما الان لا أذكر من أغاني ثورة 25 يناير إلا أغنية "قولوا لأمي" الكلمات رائعة والأداء رائع ولا من الأعمال الدرامية إلا "المواطن *" وهذه ليست من باب المجاملات فلا أعرف ولا واحد منهم بالمناسبة ومن المسرحيات التي ملأت المسارح كان مفاجأة مسرح الهناجر مسرحية من إخراج عبير علي بعنوان "فلان الفلاني" وهي من المسرح الارتجالي لمجموعة من الشباب الذي تخوض بهم المخرجة تجربة المسرح المستقل قليل التكاليف.. لكنه عميق الرؤية وقد قدمت بهم من قبل عدة أعمال.. المفاجأة كانت في قدرة الشباب علي الارتجال الصوتي فلا يوجد أداء حركي علي خشبة المسرح.. فهم جلوس جميعا مع الفرقة الموسيقية والكورال.. ورغم هذا السكون الحركي إلا أن الأداء الصوتي جعلك تعيش حالة حركة فكرية سريعة الأداء مع اللوحات التي عشناها مع الأغاني القديمة والأداء الجديد.
المسرحية الارتجالية التي حضرها د.عماد أبوغازي وزير الثقافة ود.هدي وصفي مديرة مسرح الهناجر في ليلة العرض الأخيرة في ليلة من ليالي رمضان الرائعة والتي طرحت رؤية وفكرة جديدة عما بعد الثورة.. هذا هو الفن وهذا هو الهناجر الذي افتقدناه سنوات لترميمه.. وها هو ذا قدرهم فهل يعود إلينا بالرؤي الجديدة ويطرح أسماء شابة في عالم المسرح.. أفكار جديدة رائعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


غد أفضل : رمضان بطعم الحرية


غد.. أفضل
بقلم : هالة فهمي
السبت 30 يوليو 2011
في البداية.. أهنيء الشعب المصري والعربي والإسلامي بشهر رمضان الكريم أعاده الله علينا بالخير وباليمن والبركات.. رمضان هذا العام سيكون بطعم الحرية ولهذا في تصوري ستكون طقوسه مختلفة. ومنذ البداية أتوقع الفشل الذريع لكل القنوات الأرضية والفضائية التي استعدت بالمسلسلات والخلاعات والاسفاف إلا من رحم ربي.. لأن "الشعب لا يفكر في المسلسلات".. الشعب يريد الحقيقة ولا لتغييب العقول والضمائر في تصوري ان هذا سيكون الشعار الجديد في شهر العبادات.
* نبضات قلب المنشورة فى جريدة المساء السبت 30 يوليو 2011 رابط : http://halafahmy1.blogspot.com/2011/07/30-2011.html

السبت 16 يوليو 2011 : غد.. أفضل - من هنا.. وهناك


غد.. أفضل - من هنا.. وهناك
"هالة فهمي"
السبت 16 يوليو 2011
* دعتني صديقتي الأستاذة الدكتورة سوسن الغزالي رئيس قسم الصحة العامة بكلية الطب جامعة عين شمس إلي حفل تكريم أعده لها القسم الذي رأسته وبحضور عميد الكلية ورئيس الجامعة والوكلاء والأساتذة والطلاب.
دعتني بكل سعادة لحفل إنهاء خدمتها كرئيسة للقسم وإن لم ينته العطاء.. فهي متميزة العطاء في كثير من المواقع.. والحقيقة أنني حرصت علي تلبية الدعوة لسببين الأول :
أنها صديقتي المحببة ومشاركتها تسعدني وتسعدها وثانياً:
أردت أن أقترب من نموذج نادر ممن يحالون للمعاش.. فالمعهود أن من يصل لمرحلة التقاعد يدخل في حالة اكتئاب ويعتقد أنه قد انتهي وأن عليه أن يجلس علي دكة الاحتياطي لانتظار الموت!! هذا الإحساس السلبي تصاب به الطائفة التي لا تعرف لها دوراً إلا من خلال نافذة الوظيفة أما من يعرفون كيف يعيدون عداد العمر ويعتبرون مرحلة المعاش دخولاً لحياة جديدة بكل تفاؤل وسعادة وبخطة يعرف فيها كيف يمتع نفسه ويجدد عطاءه كما يفعلون في الغرب فدائماً ما يجدون جديداً يقدمونه.
تذكرت لماذا الحال لدينا غير الحال.. فالمواطن المصري يتمسك بمقعده الوظيفي حتي بعد الستين ويغضب إذا ما حان وقت تقاعده ويتم المد له عاماً بعد عام مما يجعل الشباب يبدأ متأخراً في كل شيء وتتيبس عجلة التقدم وتجدد الفكر والدماء وضخها بشكل صحيح. ولكي أكون منصفة.. هناك سبب جوهري يجعل الشرق غير الغرب.. الناس في بلاد بره تأخذ حقوقها وتعيش حياة آدمية تجعلهم يسعدون بالتقاعد لأن رحلة جديدة ستبدأ.. رحلة استمتاع.. أما لدينا ففي سن الستين يكون للأب أو للأم أبناء في مراحل التعليم أو لم يتم تزويجهم ولأن العبء ثقيل والمادة محدودة فهو يتمسك بمقعده لعل وعسي يعوض شيئاً مما سيحرم منه
.........
بقية الموضوعات المنشورة فى باب نبضات قلب يوم السبت 16 يوليو 2011 على هذا الرباط :

محمد صبري حائر مع دور النشر


محمد صبري حائر مع دور النشر
هالة فهمي
الأربعاء 6 يوليو 2011
 تري متي يأتي الوقت الذي لا نتسول فيه حقوقنا المشروعة كمبدعين؟ سؤال يطرحه كل مبدع أو علي الأقل. 90 بالمائة منهم والصرخة التي نعرضها اليوم هي للقاص محمد صبري توفيق وهو عضو باتحاد كتاب مصر.. وعلي الرغم من أن هناك مقولة شهيرة ولا تسألني من قالها!! بأن ليس كل عضو باتحاد الكتاب مبدعاً.. فإن هذا القاص من المبدعين المتحققين يقول محمد صبري: تقدمت لهيئة الكتاب بمجموعة قصصية بعنوان "عربون محبة" عام 2005 وفي عام 2008 علمت من القائمين علي النشر بأنها أرسلت للمطبعة منذ شهر أغسطس في نفس العام وجاء هذا بعد ان عهد إليّ بتصحيح وتنقيح لغوي لها وقد كنت سلمتها بعد التصحيح ولكن لا خير فلابد من إضافة بصمتهم فوق المطبوع.. ثم طلبوا الي إحدي رسامات الهيئة تصميم الغلاف وتم انجازه فعلا وتم تسعيره لطباعة ثمن الكتاب علي الغلاف.. وانتظرت ان احمل وليدي من الهيئة بعد ثلاث سنوات وحسبت نفسي من المحظوظين ثم فجأة تراءي للقائمين علي الهيئة ان يشكلوا لجنة عليا من النقاد تكون مهمتها مراجعة وإعادة تقييم المؤلفات أعلم أن هذا يجوز مع الكتب التي لم تطبع ولم تقرأ ولم تراجع ولم تسعر.. ولكن اللجنة العليا قررت ان تتخطي ذلك الي ما أجيز بالفعل وكأن من قرأ قبلهم ليسوا نقاداً.
أليس في هذا ازدواجا يترتب عليه خسارة باعتبار ما ينفق هو من المال العام.. وهذا علي اعتبار انه لا قيمة لما احدثوه في نفسي من غصة والأغرب ان هذا الأمر تكرر في هيئة قصور الثقافة عندما تقدمت بعمل هناك وبعد فترة اتصلت بي سكرتيرة تحرير هذه السلسلة وأخبرتني بان عملي قد أجيز ولأن المؤمن لا يقع في فخ مرتين فقد سألتها مؤكداً عليها! احقا هذا لاسمي؟ فقالت: أليس اسمك محمد صبري وعنوان مؤلفك- كذا؟
اجبتها نعم قالت: أجيز.. ومر عام وان انتظر كتابي وفجأة يقولون لقد رفضوا اجازته كيف ولماذا؟
لا اعرف.
الواقعة الثالثة هي اتحاد الكتاب الذي استلم مني كتابا ومكث لديهم أربع سنوات وعرفت انه اجيز من مسئول النشر وكلما سألت قالوا مسألة وقت وفجأة يرفضون نشره لأنه مكتوب بخط اليد وليس كمبيوتر مع العلم بأن خطي مقروء وهل اكتشف مسئول النشر باتحاد الكتاب انه بخط اليد بعد أربع سنوات؟ ألم يكتشف ذلك وهو يرسله للجان الفحص.. او وهويرتبه ليأخذ دوره الذي كان مسألة وقت.
هذه صرخة محمد صبري ومثله كثيرون والآن ثمة سؤال يطرح نفسه بإلحاح متي يتصرف المسئولون بمصداقية ويحترمون المبدع كائناً من كان؟
متي نكف عن رفع الشعارات وتحت هذه الشعارات أغراض لا تليق بنا كمبدعين؟
نحن نقدم هذه الصرخة إلي المسئولين في هيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة واتحاد الكتاب وكل نافذة للنشر تتعامل مع مبدع.

غد أفضل - كلاكيت.. ثورة ثاني مرة


غد أفضل - كلاكيت.. ثورة ثاني مرة
هالة فهمي
السبت 2 يوليو 2011
ربما من يقرأ المشهد معي اليوم أو منذ الثلاثاء الماضي يكتشف اننا أمام مشهد ثاني للثورة ربما جزء تكميلي وربما ثورة أخري تتضمن مفاهيم ومطالب أخري.. إلا أنها بكل الأشكال ثورة.. تتعامل فيها الشرطة بنفس السيناريو السابق وكأن شبح العادلي يدير الدفة وكأن عقل الرئيس المخلوع هو من يتحكم في الأمور فكل قراراته كانت تأتي متأخرة ولعل آخر عهدنا بقراراته كانت أحداث الثورة في 25 يناير حيث كان يأتي رد فعله بعد المتوقع بثلاثة أو أربعة أيام.. وهكذا دارت رحي أيام الثورة ما بين قرارات متأخرة من الرئيس ورد فعل عجول دون تفكير من حكومته.
لكن ونحن نستعيد الموقف الآن نشاهد سقوط قتلي وجرحي كل ذنبهم رفضهم للسلبية المتعمدة التي تدار بها الأمور والقرارات المتأخرة من الحكومة الحالية.. فنحن نسمع عن اعتقال فلان ومصادرة أملاكه وأملاك أسرته بعد أن يكون قد انتهي ونفض يديه من تهريب امواله وثرواته خارج البلاد. من أعلي الهرم لأسفله ثم هذا ولو افترضنا اسوأ الفروض ورددنا ما يدور في جميع الأروقة فهذا الأمر يتم عن عمد وخطة دبر لها الرئيس المخلوع وحاشيته.. ولو قررنا عدم الشك وسوء الظن الشريد الذي ينط في رؤسنا جميعا فهي السلبية والتردد في التعامل مع عفريت الفرعون وعصابته.. ربما وهناك ظن شيطاني آخر إن كان شماعة تعودناها وهي المؤامرة الخارجية.. اما يحسن الظن الشديد وغير المتوافر عندي للأسف وعند طائفة من المثقفين فهو ما يعتقده شرذمة من المروجين بأن مبارك كان زعيما ولكننا شعب لا يعرف كيف يحكم بضم الياء.. يقول هؤلاء ان الأمر أكبر من اعضاء الحكومة الحالية ولهذا حاروا وارتبكوا وهم يفكرون طويلا قبل اتخاذ أي قرار حتي لا يتهموا ابرياء ويدخلون النار يا حرام.
لكننا هنا نتسأل ما القصود بما يحدث.. كل مطالب الشباب وأمهات الشهداء هي سرعة المحاكمة ورفضهم للتكريم من المجتمع جاء لأنهم لم يأخذوا عزاء أولادهم ولن يأخذوه إلا بعد القصاص وبلغة أخري الثأر.. ولأننا قرأنا في القرآن الكريم أن من قتل يُقتل ولأن الشريعة لم تطبق ولا غيرها في الحقيقة. فنحن نحاكمه بالقطارة مع أن التهمة الأولي كفيلة بإعدامه فماذا عن التهم الباقية تكفينا الأولي ونسامحه في الباقي.. فليشوي بها في نار جهنم ولكن هذا لم يرق لأتباع العادلي والذين مازال ولاؤهم له كما نري فخرجت القنابل المسيلة للدموع والعنف في أول احتكاك وسقط قتيل والمئات من المصابين. مما دفع البعض لإعادة الكرة ببدء الاعتصام المفتوح في ميدان التحرير وهذه المرة لن يعودوا إلا بتحقيق طلبات الثورة.. فمازالت الشرطة هي الشرطة.. تلك التي عادت شوارعنا بعد أن تخلت عنا وأطلقت بلطجيتهم ومسجونيهم ليفتكوا بالشعب ورغم هذا أقول ان هؤلاء البلطجية أرحم علي الشعب من الشرطة.. فالبلطجي لم يخالف مهنته وهي ترويع الناس.. أما الشرطي الذي يروع اخواته واخوانه فهو بلطجي أشد شرا ممن صنعوهم.
الشباب لم يطالبوا إلا بحقوقنا الحقيقية ولكن ما حدث أننا أغرقنا في طلبات طائفية والآن ربما استطيع الزعم بأن ثورة الطلبات الفئوية والطائفية صنعت خصصيا لإحباط ثورتنا البيضاء.. تري هل يسعي أحدهم لتحويلها لثورة حمراء.
انني ارجو الشباب أن تظل سلمية بيضاء نحن نطالب بحقوقنا والعدل والحرية التي تليق بنا ولن نقع فيما يدبره اعداء مصر في الداخل وربما.. ربما في الخارج.. مع تحياتي لأمهات الشهداء ولن نقبل العزاء أو التكريم إلا بعد الثأر لأبنائنا.


غد أفضل - أنا ومصر وغرفة العمليات


غد أفضل - أنا ومصر وغرفة العمليات
هالة فهمي
السبت 25 يونيو 2011
خمسة وثلاثون يوماً قضيتها في كهفي.. ولا أستطيع القول أن دخولي إلي كهفي كان لقضاء اجازة ممتعة لأنها كانت مرضياً بعد جراحة عاجلة وبقدر الألم الجسماني الذي عانيته بقدر ما كانت تلك هي فرصتي الوحيدة للانفراد بنفسي وتأمل ما يدور حولي في هدوء. بدأت مرحلة التأمل وأنا راقدة فوق ترابيزة العمليات حين غامت الدنيا عن عيني وبقايا صوت الجراحين الملتفين حول جسدي المستسلم تماما مازال يداعب أذني.. وبعد الافاقة كنت قد ولدت من جديد كما يقولون.. عودة بحلوها ومرها ورغم مروري بوطئة العجز الجسماني إلا أنني أيضا تنفست بصيص الأمل في عيون زوجي وأولادي وعائلتي التي التفت حولي تدفئ قلبي..زارني الأخوال والأعمام.. سأل عني القاصي والداني.. ـ يا الله ـ انني أتمتع بحب الناس ما أجمل هبتك لي. وهنا تذكرت مصر.. تذكرت كم عانت من أمراض الظلم والفجور والغدر علي أيدي النظام المخلوع حتي سقطت مثلي فوق ترابيزة العمليات والتفت ايدي الأطباء بمبضع الثورة ليطهروا الجسد المريض.. ولكن الأزمة التي حدثت ونجوت أنا منها هو خلاف الجراحين.. كل منهم يحاول فرض رأيه ليخرج من الغرفة الزرقاء ليهتف:.أنا من أنقذت مصر من الموت وهنا أختلفت الصورة في عيني المتأملة للمشهد تنازع الإخوان والسلفيين واليساريين والمسيحيين والعلمانيين والوسطيين والسطحيين وفلول نظام بائد.. عصابات وبلطجية كل بخنجره وأنا اتسأل لمتي سيظل أنبوب الأكسجين والمخدر يكفي لإنهاء هذا الخلاف والجراحة المتعثرة.. والي متي سيظل الجسد الناحل يتحمل قسوة كل مختلف؟! وتولد من السؤال سؤال آخر.. كيف تحملت مصر فساد وظلم حكامها وتنازع أولادها بعد سلبيتهم والكل يعلم بأن هناك من يتربص بها؟
ثم تولد سؤال آخر: متي نفيق ونؤجل طلباتنا الفئوية والطائفية والشرعية منها وغير الشرعية؟!
هنا أدركت أنني أكثر حظاً من وطني الأم.. فلم أرقد أكثر من خمس ساعات في حجرة العمليات ولم أمض بالرعاية أكثر من خمسة أيام وها أنا أعود لأكتب لكم تجربتي بعد ان خرجت من كهفي الذي تأملت فيه الوضع الراهن وأدركت جيدا انه لا أمل فيما نحن فيه الا اذا قمنا بتنقية جسد مصر من الدود الذي هجر المقابر زاحفا نحو جسدها ليلتهمه.. علينا ان نقاومه فمازال نبضها الضعيف يدق.. يستنجدبنا.
فهلا كففنا عن النزاع قليلا وانتبهنا للنظام الفاسد الذي لم يسقط منه الا ألمع نجومه ومازال هناك غيرهم يستعد لالتهام الثورة ومصر.
...................................................................
ما نُشر فى باب نبضات قلب السبت 25 يونيو 2011

غداً أفضل : جريدة المساء 11 يونيو 2011


غداً أفضل
هالة فهمي
جريدة المساء السبت 11 يونيو 2011
بالأمس سألتني أمي : هل رأيت صورة مبارك مؤخرا.. لقد هرم وظهرت عليه علامات السن تغض الوجه المشدود وبدأ الشيب يغزو مفرقه هو وزوجته لماذا؟! أو بهذه السرعة هل هو الحزن والالم.. أم المرض؟!
وهنا وجدتني ابتسم لها فقد كانت تتحدث بمفردات مغطاة أحيانا بالشفقة وأحيانا أخري بالحيرة وكأنها تسأل كيف كانت علامات السن لاتظهر علي هذا الشيخ مثلها ومثل كل المصريين!!
فقلت لها : هل تعرفين دراكولا؟
ضحكت وسألتني ما علاقة هذا بمبارك؟!
فأجبتها : هذه العائلة ياأمي تشبه عائلة مصاصي الدماء.. وقد جلبوا لنا حكومات من مصاصي الدماء امثالهم.. فدماء المصريين ياأمي كانت غذاءهم وثروات البلاد وظلم العباد هو الترياق الذي يمد اعمارهم.. فهم لايموتون ولايجوعون ولايجزعون ليس فيهم من يمرض فلا يجد الدواء.. وليس فيهم من يحمل هم المرتب الذي لايكفي شهره فيبات مؤرقا فيما ينفق قروشه القليلة.. الأكل ام الدواء.. السكن أم الهدمة التي تستر البدن الذي اعتل؟! فأصبح الشاب هرما..
أبيضت الشعور في مفارق الرءوس وتغضت الوجوه.
هؤلاء ياأمي واقصد دراكولا واولاده وزوجته وحلفاؤهم هم القتلة الذين قتلونا أحياء لسنوات طويلة يمص دماءنا وثرواتنا.. رقصوا فوق جثثنا.. لأننا لم نكن لهم الا عبيدا.
اعود لماذا تغض وجهه وهرم ربما لانه ذاق جزءا مما ذقناه علي مدار مدة حكمه من الهم والغم فلأول مرة ينام ولايعلم ماذا يخبئ له الغد .. لأول مرة يستأذن لينال مطلبا له بعد ان كان الامر الناهي فينا ـ اذا كان مايصلنا عن طريق الاعلام صحيحا ـ لاول مرة لم تعد دماؤنا تصله طازجة فجفت عروقه او لعله اصبح يأكل مما أكلنا لسنوات طويلة.. فذاق خبزنا وشرب ماءنا.
ونأمل الا يكون طعامه مازال يأتي بالطائرات المصرية علي حسابنا.. فهو من رسخ لهذه الافعال: سرق .. نهب .. سلب .. قتل .. وئد .. زيف .. خرب .. باع .. فان كلها انجازات هذا الرئيس المخلوع او دراكولا وعائلته.. اليوم فقط يرشفون ماقدمت ايديهم .. فعكستها ملامحهم وحفرها التاريخ بقعا سوداء في سجله ولن نغفرها لهم ولن يغفلها الزمان لحظة.
************************************************

غداً أفضل : جريدة المساء 4 يونيو 2011


هالة فهمي
جريدة المساء السبت 4 يونيو 2011
في حوار من طرف واحد بيني وبين "اكسندر مندوزا" غضبت منه حين قال عن المصريين: "إذا جاءهم حاكم ظالم قاوموه بالنكتة والتريقة وإطلاق القفشات والضحك عليه.. إنهم يعالجون أمورهم بالفهلوة واللعب بالبيضة والحجر".. قال هذا في كتابه "رجال من بيرو" الذي صدر في نهاية القرن الثامن عشر..
 ورغم أن "مندوزا" قد يكون صادقا فيما رآه وذكر في كتابه إلا أنه مؤكد سمع عن ثورات الفلاحين ضد ملاك الأرض في نهاية الدولة القديمة والتي لم تتوقف إلا بسقوطهم.. وثورة الفلاح الفصيح ضد جامعي الضرائب وثورة الشعب المصري ضد المحتل الأجنبي منذ الهكسوس وحتي الإنجليز.. وثورته ضد الحملة الفرنسية وثورة عرابي 1881 ضد الخديو. وثورة 1919 ضد المستعمر الإنجليزي وضد الرجعية والحكومات البطيئة القرارات ثورات شعبية يؤيدها الجيش أو حركة جيش كما حدث في ثورة يوليو 1952 والتي أيدها الشعب.
ولم يتوقف هذا بل كانت هناك محاولات كمظاهرات 18. 19 يناير 1977 والتي طالبت بخفض الأسعار أو رحيل الرئيس وحكومته ولم تنقطع المحاولات لجماعات شتي تحاول خلع رأس النظام الفاسد.
إذن تاريخ مصر مليء بالثورات وبالثائرين ولكننا الآونة الأخيرة لم نكن نجاهد ضد محتل أجنبي هكذا كنا نعتقد علي مدي ثلاثين عاما!! وللأسف اكتشفنا بعد سقوط النظام أنه كان أشر من الأجنبي.
الكارثة أن النظام الساقط كان يجرفنا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ودينيا وأخلاقيا.. ولهذا وجدنا أنفسنا وجها لوجه أمام قبحنا وفقرنا وعجزنا.
ولكي نقاوم لا بالنكتة والقفشة بل بالحكمة والتصرف السليم علينا أن نوقف ما يحدث الآن علينا أن نكبر فوق مطامعنا ولا نحاول أن نستغل الفرص بمطالب فئوية وطائفية.
عدت لحواري مع مندوزا وقلت له: عليك يا صديقي أن تتعلم من فلسفة ثورة 25 يناير 2011 التي كشفت لك معدن شعبنا الذي استطاع أن يقوم بثورته البيضاء والتي سوف يحقق مطالبها لتعود مصر درة تاج الأرض وهنا شعرت بغيظ مندوزا فهدأت.

أنشأ هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 01008784120