سجل الزوار
Website counter
****************

عن المدون

صورتي
موقع الشاعرة والقاصة والروائية والكاتبة الصحفية هالة فهمى
شاعرة وقاصة وروائية وكاتبة صحفية ـ عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ـ عضو نقابة الصحفيين ـ نائبة رئيس جماعة الجيل الجديد الأدبية
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

المتابعون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

صالون " المساء " يناقش ثقافة ما بعد الثورة

صالون " المساء " يناقش ثقافة ما بعد الثورة
هالة فهمى
المساء 27 أبريل 2011
قامت الثورة بدفع قوي من المثقفين الذين تكاتفوا وشكلوا شبكة تواصل عنكبوتية انطلقت منها صرخة التغيير وثورة الشباب المثقف الواعي وليس ثورة المغيبين أو ثورة الجياع. كما ردد البعض. وأرادوا بهذا تشويه ثورتنا التي دفعتنا إلي الصفوف الأولي في وعي الشعوب وقدرتها علي القيام بثورة بيضاء رغم عنف النظام السابق وسقوط العديد من الشهداء.. ولكن ماذا بعد؟!
هذا ما أردنا طرحه من خلال صالون المساء وهو يستأنف جلساته بعد انقطاع اكثر من عام بحضور نخبة من كبار المثقفين والادباء والفنانين لنبحث عن الحلول التي تخرجنا من أزمة المرحلة الانتقالية والتعامل مع ثقافات مجتمع تعرض للقمع لأكثر من ثلاثين عاماً.. حرفت فيه ثقافته وتم محو شخصيته.
شارك في الصالون سمير غريب نائب وزير الثقافة ورئيس جهاز التنسق الحضاري. ود. حسن فتح الباب ود. حامد أبو أحمد ود. رضا عبدالسلام. وعلي محسب. ود. عادل النادي وأحمد محمد عبده. وإبراهيم محمد علي ومحمد يونس. ومني ماهر. وميرفت أبو بكر. وأحمد توفيق. ود. عطيات أبو العينين. وصلاح معاطي وشرقاوي حافظ وإبراهيم فتح الله. ووفاء أمين. وفيصل الموصلي. وثريا عبدالبديع. ويوسف حسن. وسونيا بسيوني.
* طرح سمير غريب رؤيته مؤكداً اننا لم نشهد ثورة ثقافية بعد. وأننا لن ننتظر هذا التغيير بشكل سريع فهذا الانتقال الثقافي يحتاج إلي أجيال ودراسات. لاننا نغير قيما ومفاهيم وافكاراً إن الهدم اسهل من البناء ولهذا ففعل الثورة أسهل الافعال وان تأخرت الثورة انما تأخرت نتيجة الثقافة التقليدية التي عشناها في ظل شيخوخة النظام الحاكم.. فالفساد يعم المجتمع ومؤسسات الدولة كلها.. ولهذا أقول انه ليس من السهل القضاء علي قاعدة الفساد التي تغلغلت في المجتمع المصري تصرفا وسلوكا.. هذا ما نحتاجه لنمو وثقافة ما بعد الثورة للخروج من المأزق الذي يحتاج إلي تغيير الثقافة الفاسدة التي تربي عليها المجتمع لسنوات طويلة بدأت مع الانفتاح الاقتصادي ومن بعده بدأ نشر الفساد المنظم وقد لاقي الفساد استعدادا نفسياً بسمات الشخصية المصرية.
* د. حسن فتح الباب: أريد أن اشير إلي المستقبل وعلي المبدعين والمفكرين أن يتبنوا مجموعة من الشباب لتقديم فكرهم ليخرجوا عن منظومة الكتابة عن الجسد فيما اسموه بأدب الجسد.. فلا يجوز ان يستشهد ما يقارب الألف شاب ومازال بعض هؤلاء الكتاب الشباب يتناولون هذا الشكل علينا أن يكون لنا هدف وليخرج من "بابلونيرودا" آخر يجب أن يتخلصوا من الرومانسية التي تتحدث عن المرأة الجميلة. عليهم أن يروا المرأة التي تحتضن طفلا يموت جوعاً علينا أن ندعوهم لأدب الالتزام وأدب الواقعية الاشتراكية.
ثقافة جديدة
* د. حامد أبو أحمد: هناك وعي عربي برهنت عليه ثورة الشعوب ضد الفساد والظلم وهذا يؤكد علي استيعاب ثقافة جديدة بدأت تنتشر في المجتمع العربي. ولهذا لا ينبغي أن ننزعج مما يحدث من اضطرابات لقد استمرت الفترة الانتقالية في اسبانيا ست سنوات ونصفاً علينا أولاً تفعيل القانون فقد عشنا أكثر من ثلاثين عاماً في دولة قانونية معطلة.
هذه الثورة أهم شيء فيها هو تفعيل التغيير لابد أن نشعر بالتغيير فمازالت الديكتاتورية ثورية موجودة ولنأخذ وزارة الثقافة نموذجاً فمازالت كما هي لا يوجد بها تغيير حقيقي.. لابد أن يكون هناك تغيير فعلي وليس مجرد كلام.
*
د. رضا عبدالسلام: أنا من جيل عاصر ثلاثة أجيال ممن حكموا مصر أكبر المشاكل هي مركزية الحكم القائمة علي القبضة الحديدية.. القاهرة هي العاصمة وإهمال المحافظات لعدة عقود.. فهيمنت المركزية علي المؤسسات والخطاب الاعلامي والديني والثقافي في الفساد فساد النظام.. لقد أغلقنا علي أنفسنا دائرة ولابد من الخروج منها علينا أن نحول كل محافظة إلي ولاية ينتخب عمدتها أو محافظها من الشعب.. علينا أن نخرج من التحدث عن أن القاهرة هي مصر. الالتفات إلي المحافظات الي بها كم معماري هائل وعمارة هدمت أو سرقت وليس أدل من الأبواب والشبابيك التي بيعت كآثار للدول الغربية أو بآخر لأننا كنا جزءاً من هذا النظام.
* محمد قطب: هناك تغيير ثقافي طويل الأمد.. وتغيير سريع الوقع نحن نحتاج إلي حرث التعليم والاعلام فإن لم يحدث التغيير في جناحي التنمية الثقافية فلن يحدث أي تغيير علينا أن نكف عن صياغة التغيير حسب من يحكمنا من شخصيات ملأت التاريخ بالاكاذيب.
الثقافة لابد أن يكون لها خطة استراتيجية لا يسيطر عليها المتحولون الذين قبلوا يد النظام الفاسد وعلينا أن نكتشف هؤلاء ولا نسمح لهم بالتواجد بيننا.
* محمد يونس: لا تغيير إلا بريادة مثالية في حياتنا بالمثل الأعلي المفقود.. فمع وجود مثل أعلي ستعود القيم والمبادئ من جديد.
بلطجية الثقافة
* د. عادل النادي: الاعلام والثقافة يرتبطان ارتباطاً وثيقاً وطالما بثا سمومها للمجتمع.. فلا خير في الثقافة ولا في التغيير إلا بتغيير الاعلام والثقافة علينا ان نكتب في كل المجالات والتيارات الفكرية بوعي يختلف عما عايشناه علي مدي ثلاثين عاماً علينا ألا نسمح لبلطجية الثقافة بالسطو علي الثورة المصرية.
* صبري قنديل: المشهد الثقافي المصري يعبر عن نفسه.. فمصر لسنوات طويلة بلا مشروع ثقافي فقد كان المشروع الطليعي غائباً عن مصر ولا نرغب الآن في الاستغراق في الفساد الثقافي.. والحقيقة أننا بحاجة إلي التخلص من ثقافة الوصف إلي ثقافة التحليل.. لأن تحليل الماضي سيدفعني لمنهجة الرؤية الاستشرافية التي يجب أن نلتف إليها جميعا حتي لا نستمر كما قال هيكل: "نحن نعيش دولة فساد".
*
علي محسب: الفساد في مصر شامل واصلاح الثقافة إصلاح جزئي ونحتاجه.. والمطلوب الآن الالتفاف بقوة حول المجلس الأعلي للقوات المسلحة التي تمتلك الشرعية الدستورية.. وأخلص من حديثي إلي حدث مهم علي مستوي المثقفين وهو انتخابات أول نقابة فكر وهي انتخاب مجلس إدارة جديد بعد الثورة.
* د. ثريا العسيلي: أنا أرفض فكرة أن الشعب المصري مؤهل للفساد فأنا أتبني فكرة أخري هي أنه مشحون بالثورة العارمة فالثورة التي قامت هي نتيجة شحن الشباب في المدارس والجامعات.. ولهذا يجب أن نستعيد وزارة التربية والتعليم التي خبرناها لنستعيد ما تربينا عليه.
* ابراهيم محمد علي: لا يوجد مبدع إلا وكتب عن الفساد.. الفرق بيننا وبين الشباب أنهم قادونا إلي الثورة بينما نحن كتبنا عنها واكتفينا بالابداع.. تربي أولادنا علي ثقافة الشارع وقانون الأمر الواقع.. علينا أن نعيش مرحلة الاختيار بعد أن عشنا مرحلة الجبر لسنوات طويلة.
*
أحمد عبده: ثورتنا بلا أب ولا ذراع. وميدان التحرير هو الرحم الذي ضمها مع الشباب.. علينا أن نتعامل مع المتغير الثقافي الفوري.. ثقافة روح الثورة.
* ميرفت أبو بكر: قد نكون نحن جيلا محبطاً ولكن الأطفال والشباب لم يكونوا محبطين وهذا دعاني للتفكير: ماذا بعد؟ ووجدت أننا لابد أن نذهب للمناطق العشوائية التي تمثل الشريحة الأكبر في مجتمع بيعت أصوات أهله بالمال ليأكلوا وليعيشوا.. علينا أن نصل إليهم ونثقفهم.. علينا أن نفتح عقولنا لكل طبقات المجتمع لنستوعبه ونكمل ثورة التغيير.
*
مني ماهر: نحن نفتقر إلي ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر والخبرات.. الكثير منا تبني ثقافة الهدم بالاضافة لأننا لابد أن ننهي الوعي خاصة في التصويت في الانتخابات أياً كانت هذه الانتخابات التي تغير حال الثقافة والسياسة وكل الأوضاع.
* ابراهيم فتح الله: مهما طرحنا من مشاريع لن نتقدم إلا بالأمن الذي افتقدناه.. كيف نستعيد الأمن هذا نوع من الثقافة يجب أن نبحث عنه وعندها سوف نضع ايدينا علي التغيير الذي نريده.
* سونيا بسيوني: الاعتناء بالمكتبات المدرسية من أهم بذور الثقافة التي يجب أن نبذرها من جديد لتطرح أجيالا مثقفة داعية.
* ثريا عبدالبديع: لابد للنزول للشارع وأن يكون التغيير علي أرض الواقع.
* وفاء أمين: علينا أن نعمق النظرة إلي المرأة.. علي المجتمع أن يراها بعين محايدة.
* أحمد توفيق: مؤسسات الفساد كانت مستقرة علي مدي ثلاثين عاماً ولكي تغيرها سيحتاج لوقت حتي نستطيع هيكلة المؤسسات التي فسدت وأما في اتحاد الكتاب الذي لم يغير ثوبه ولا بعض اعضاء مجلسه منذ ثلاثين عاماً.. لابد من التغيير.
* فيصل الموصلي: كم الفساد علي الجنوبيين أكبر من أي مكان آخر: بيعت أحلامهم وأرضهم ولمن يريد أن يفهم عليه العودة لملف منظمة "الفاو" وقصة إعادة توطين أهالي النوبة.
* الشرقاوي حافظ: المثقف ثلاثة أقسام.. فاسد ومفسد أو فاسد بالقوة. أو مثقف مقاوم.. علينا الآن أن نقف بجوار المثقف المقاوم فهو الذي سيشكل عقلية المواطن المصري دينياً سياسياً. واجتماعياً.

غد أفضل


غد أفضل
هالة فهمى
السبت 23 أبريل 2011
لن أنسي تلك  النظرة التي قذفها بطل فيلم "حين ميسرة" وهو الطفل الذي اعتلي ظهر القطار هارباً من واقع مر إلي مستقبل مجهول شاهرا أنيابه من ظلام القسوة والانكار لهذا الطفل الذي تحول لأب ومسئولا عن فتاة ضاجعت منذ طفولتها الذل والعار واقتسما معاً لقمة مغموسة في وحل مجتمع متخاذل.
هذه اللقطة اختتم بها المخرج خالد يوسف فيلمه وهو يشير بسهم من نار نحو غد مخيف وهو يحذرنا من هذا المستقبل.
تلك النظرة هي التي فجرت داخل عقلي العديد من الحلول لهذا المستقبل المخيف وكيف تنزع فتيل هذه القنبلة التي اصبحت علي وشك الانفجار المدوي والذي بدأت علاماته تظهر قبل ثورتنا المجيدة في 25 يناير 2011 "أطفال الشوارع".
علينا أن نطرح الرؤي والأفكار لنعالج معاً عيوب المجتمع الذي نسعي لأن يكون صحيحا معافي.. وأهمها تلك الشوكة المغروسة في عموده الفقري.
وفكرتي تكمن في الدعوة لعمل مستعمرة بها من الورش التي يتعلم فيها هؤلاء الأطفال المشردون الحرف التي كادت تندثر.. أن توفر لهم الدولة المأوي والعمل والحماية داخل هذه المستعمرة ولا يقول أحدنا إن هناك "الأحداث" فهذه الأخيرة أنشئت لمن صدرت ضدهم عقوبات.. أما هؤلاء فإهمالنا لهم لسنوات هو العقوبة التي يجب أن تنتهي. لقد نهبت ثروات البلد ولهؤلاء المشردين حق فيها عليا أن نعيدها إليهم من خلال هذه المدن الصغيرة أو "المستعمرة" كالتي كانت تقام لموظفي شركات الكهرباء أو المساحة أو البحوث الزراعية وغيرها
وقتها ستختفي هذه الظاهرة ويختفي معها الخوف من انفجارهم في وجوهنا.. علي رجال الأعمال الوطنيين أن يقدموا عطاءهم لهذه الفكرة فلو تبرعت الدولة بالأرض وبناها أحدهم وتم جمع هؤلاء الأطفال لتحولوا إلي شموس تنير هذا المجتمع.. فمصر التي بها مآذن وكنائس تقسم لكل من يمر بها أننا مجتمع متدين لا ينام فيها طفل خاوي البطن والعقل والضمير.


هالة فهمى : غد أفضل

غد أفضل
هالة فهمي
جريدة المساء : 16 - 04 - 2011
كل شخص يمكنه أن يختار أحد اتجاهين في هذه الحياة.. إما أن يزرع أو يبني..
هكذا يكون الفكر السليم الذي يحرص علي الزرع والبناء.. فلا للهدم... ولا للتدمير.. لأن المهمة الرئيسية للإنسان هي تعمير الأرض. لا خرابها.
هذا النداء بالتعمير موجه لكل البشر الذين جعلهم الله خلفاء له في الأرض.. يقول تعالي: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء. ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك.. قال إني أعلم ما لا تعلمون" "صدق الله العظيم"..
لقد خلقنا الله لهدف معلوم وخلق منا العدو الذي يخرب.. وهذا ما فعلته النظم الفاسدة التي حرصت علي تخريب دواخلنا. فعندما يُحرم الإنسان من حقوقه. عندما يحتسي المرار في كئوس آسنة.. ويقتات من فتاتهم التي تعفنت في صناديق قمامتهم. عندما يلتهمهم الظلم ويسكنهم الغول.. وقتها يتحول كل منهم إلي قنبلة موقوتة تبحث عن الانفجار.
وهذا ما حدث مع أبنائنا.. ولدوا بلا مستقبل معلوم أصبح حلم العمل والشقة والأسرة من الأحلام المحرمة. زرعوا الخوف في أحشائهم .. نثروا الذل في عروقهم. فانكسرت العيون وتمزقت الألسن وانبطحوا علي بطونهم واستكانوا!!
هكذا ظن الفاسدون بأولادنا.. فتشدقوا بديمقراطيتهم الكاذبة.. وقصفوا الأقلام الحرة. وهددوا كل الشرفاء في أولادهم خوفاً علي لقمة العيش ولباس الذل.
وجاءت اللطمة الصدمة.. لا لطمة الإهانة.. نعم صفعتنا الأيادي الرقيقة الصغيرة التي ربيناها لنفيق من تلك الإغماءة أو الغيبوبة.. فجأة هب الشباب.. مَن كُنا نظنهم زاحفين علي بطونهم. استقاموا مارداً أطاح بالظالمين.. استقامت كل الأعواد الرخوة التي ألفت المذلة والإهانة.
أطاح هديرهم بقوانين الطغاة الذين وأدوا حلمهم ومحوا شهادات ميلادهم وأذلوا أباءهم.. سطروا تاريخاً جديداً "25 يناير ثورة التحرير.. ثورة العزة والكرامة.. فماذا بعد؟!".

أنشأ هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 01008784120