سجل الزوار
Website counter
****************

عن المدون

صورتي
موقع الشاعرة والقاصة والروائية والكاتبة الصحفية هالة فهمى
شاعرة وقاصة وروائية وكاتبة صحفية ـ عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ـ عضو نقابة الصحفيين ـ نائبة رئيس جماعة الجيل الجديد الأدبية
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

المتابعون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

غد ..أفضل ..بل حق منهوب! "هــــالة فهمى"الأربعاء 18 أبريل 2012


غد ..أفضل ..بل حق منهوب!
"هــــالة فهمى"الأربعاء 18 أبريل 2012
يوم الخميس الماضي توجهت للإسكندرية في عطلة نهاية الأسبوع مع زوجي.. طوال الطريق ونحن نناقش الأوضاع السياسية لبلدنا ونحلل برامج كل مرشح ونفند مميزاته وعيوبه وما آلت إليه أحوالنا وما ستؤول إليه بعد أن يفوز المرشح المنتظر للرئاسة وفجأة وبدون مقدمات وقبل الإسكندرية وعلي مشارف قرية "رابية" وجدنا مجموعة من الرجال والشباب توقف السيارات عنوة بوضع الحجارة والأجولة في منتصف الطريق انتابني الخوف مما أسمع طوال الوقت عن البلطجة وقطع الطريق وقطاع الطرق الجدد. ودار في ذهني العديد من السيناريوهات ولشدة خوفي خاصة أننا في بداية صف السيارات الذي بدأ يتوقف بعدي وتخيلت أننا سنكون أول الضحايا وبعد دقائق أو ساعات لم أكن أدري وقتها نظرت عن يساري فإذا بالجانب الآخر من الطريق متوقف.. وشباب يركضون من هنا وهناك حرصاً علي ألا تفلت منهم سيارة واحدة.. أمسكت بيد زوجي الذي رغب في استطلاع الأمر بل خفت ان أمسك بتليفوني لطلب النجدة أو حتي شخص يقوم بهذه المهمة.. قلت ماذا لو استفزهم اتصالي وفي هذه اللحظات المتوترة بدأت في تفحص وجوههم.. شباب مصري بلون القمح.. ليست عيونهم ممن يمتلئون شراً.. خاصة عندما اقترب أحدهم وسألته بخوف ماذا هناك؟ قال حادث علي الطريق المقابل شاب صدمته سيارة نقل وجثته ممدة منذ أكثر من ثلاث ساعات والإسعاف والشرطة لا يأتيان لذا لن تتحركوا إلا إذا جاءوا.
قال له زوجي وما ذنبنا والآخرين في ذلك؟!
لم يرد الشاب وانصرف.. لم يحاول أي شخص الحركة والطريقان متوقفان بشكل تام وبعد ساعة جاءت سيارة الشرطة وفجأة قام الرجال والشباب بحمل الحجارة والأجولة ورفعها عن الطريق وبمنتهي الأدب قالوا مع السلامة تفضلوا.
انصرفت حائرة وقد تبدل مجري الحديث من الأوضاع السياسية إلي تغييرات في الشخصية المصرية بعد الثورة.. فقيل الثورة وربما الآن في بعض الأماكن نسمع أنه إذا وقع حادث كهذا.. يخرج أهل البلدة يحطمون السيارات ويضربون المارة كشكل من أشكال الانتقام.. أما ما حدث عند رابية شيء آخر.. لقد تصرفوا من وجهة نظري بشكل حضاري وبشكل محترم رغم حالة الذعر التي انتبات الناس وأنا منهم ولكنها حيلة العاجز في بلد تآكل فيه النظام والمسئولية ولم يعد للحكومة وزن ولا ثقل ومنهم الداخلية التي مازالت فاسدة فاشلة في ضبط الأمن والأمان في مصر.
لقد تأخروا ثلاث ساعات لنجدة الناس والإمساك بالجاني وهي بذلك تساعد وتحرض علي ارتكاب جريمة فقد يتهور أهالي القتيل ويردون هذا السائق قتيلاً بجوار ابنهم كشكل من أشكال القصاص في بلد فوضوي حتي الآن.. لكنهم تمسكوا بالحق القانوني لآخر لحظة.. ولم يكن أمام هؤلاء البسطاء إلا أن يوقفوا الطريق ذهاباً وإياباً من القاهرة للإسكندرية والعكس مما دفع البوليس بالذهاب لا للحادث ولكن لأن ذلك سيلفت الأنظار إليهم وكأن حياة مواطن لا تساوي حرق 2 ليتر سولار بعربات الشرطة.
لم أحنق عليهم لأنهم أوقفوني وأرعبوني.. فعندما عرفت وفهمت أدركت أن الكثير من التصرفات الحمقاء تأتي رد فعل لفعل أكثر حمقاً وعندما يكون المتضرر عاجزاً علينا أن نفكر في دافعه أولاً..ولكن المؤشر الجميل هنا يقول إن المواطن المصري ليس بلطجياً.. بل يدافع عن حقه المنهوب في المواطنة والحقوق ثلاث ساعات كان من الممكن أن يسعف هذا الشاب لو كان حياً.. ثلاث ساعات من التوتر والقهر والغيظ كانت كافية بمذبحة علي الطريق الصحراوي.. والشرطة والإسعاف غائبان.
ولكن تصرف الشباب المصري بتحضر وذكاء واستطاعوا أن يجلبوهم في دقائق من وقوف الطريق الصحراوي عند قرية رابية.. وهذا يقول لنا جميعاً من هم البلطجية ومن أين يجيئون؟! وكيف يردعون الناس.. أما أهل هذه القرية فعزائي لفقيدهم وانحنائي وتقديري لذكائهم.
http://213.158.162.45/~almessa/index.php?c=html/main/articleDetails&article_id=65250

أنشأ هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 01008784120