****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
****************
أرشيف المدونة
عن المدون
- موقع الشاعرة والقاصة والروائية والكاتبة الصحفية هالة فهمى
- شاعرة وقاصة وروائية وكاتبة صحفية ـ عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ـ عضو نقابة الصحفيين ـ نائبة رئيس جماعة الجيل الجديد الأدبية
المتابعون
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
هالة فهمى كتبت من ماليزيا : الثقافة الإسلامية .. الوجه الآخر لماليزيا المبدعون لا يعانون شظف العيش.. ويربحون من إنتاجهم
2:42 ص |
مرسلة بواسطة
موقع الشاعرة والقاصة والروائية والكاتبة الصحفية هالة فهمى |
تعديل الرسالة
يقدمها: حزين عمر رسالة ماليزيا: هالة فهمي الأربعاء 14 ديسمبر 2011
الفكرة الشائعة لدي عامة الشعب المصري عن ماليزيا أنها أحد النمور الآسيوية وقد نجحت في اجتياز كل أزماتها الاقتصادية وتحولت من بلد فقير الي دولة متطورة تحقق دخلا قوميا أضعاف ما تحققه مصر. علي الرغم من فقرها في الموارد الطبيعية وأن عدد سكانها 15 مليون نسمة.
هذه فكرة صحيحة لكنها ليست كل شيء في ماليزيا فالنهضة الصناعية لم يكن من الطبيعي أن تقوم بدون نهضة علمية وبدون رؤية ثقافية واعية.. وأول سمات هذه الرؤية ذويان الشعب الماليزي في سباق حضاري واحد.. رغم تعدد الديانات فالغالبية المسلمة بجوارها أقليات كثيرة من الهندوس والبوذيين والمسيحيين وغيرهم.. هذا النسق الثقافي يركز علي المشترك الذي يجمع كل المواطنين وهو الرغبة في التقدم والنمو والإزدهار ويستبعد كل عناصر الاختلاف وعدم التجانس بين هذا الشعب.
في ظل النهضة العامة لكل مناحي الحياة في هذه الدولة الآسيوية المسلمة لا يمكن ان تجد أديبا ومفكرا أو استاذا جامعيا أو فنانا أو مبدعا بصفته عامة.. يعاني من شظف العيش فكل من هؤلاء يمكنه أن يتقوت من إنتاجه الأدبي والفكري وهم في هذه الخاصة أقرب ما يكون الي الغرب الأوربي والأمريكي وليس أدل علي مكانه المثقفين والمفكرين هناك من أن يتولي أحدهم قيادة الدولة لمدة عقدين من الزمان وهو مهاتير محمد الأب الروحي لنهضة ماليزيا الحديثة .. وكل أصحاب المواقع هنا في كوالالمبور أصحاب رأي وفكر علي درجة عالية من الثقافة.
الثقافة في ماليزيا لا تعني الشعر والقصة والرواية والفن التشكيلي والغناء فقط.. بل هي سلوك حياتي يتجسد في الشارع. وفي المدينة وفي القرية فمثلا شاهدت هنا أكبر حديقة طيور مفتوحة تضم مئات الأنواع من الطيور التي لا تحدها أقفاص بل تتحرك بطبيعية وتلقائية وحرية في هذه المساحات الشاسعة من أشجار الغابات.. وقد أقاموا شباكا شاسعة وعلي ارتفاعات شاهقة لا تكاد تظهر للناظر اليها الا بعد تدقيق.. وهنا يبدو السلوك الحضاري البشري لا في حسن التعامل مع الطيور والحيوانات بعامة فقط بل كذلك في أنك لا يمكن أن تجد أية بقية من نفايات طيور في أي شارع من شوارع الحديقة فالعاملون فيها يتحركون فورا لازالة أية نفاية لعصفور صغير ولك أن تتخيل آلاف الطيور المنتشرة في هذه المساحات الشاسعة ولا تجد أية بقية من نفاياتها في أية بقعة .
هذه فكرة صحيحة لكنها ليست كل شيء في ماليزيا فالنهضة الصناعية لم يكن من الطبيعي أن تقوم بدون نهضة علمية وبدون رؤية ثقافية واعية.. وأول سمات هذه الرؤية ذويان الشعب الماليزي في سباق حضاري واحد.. رغم تعدد الديانات فالغالبية المسلمة بجوارها أقليات كثيرة من الهندوس والبوذيين والمسيحيين وغيرهم.. هذا النسق الثقافي يركز علي المشترك الذي يجمع كل المواطنين وهو الرغبة في التقدم والنمو والإزدهار ويستبعد كل عناصر الاختلاف وعدم التجانس بين هذا الشعب.
في ظل النهضة العامة لكل مناحي الحياة في هذه الدولة الآسيوية المسلمة لا يمكن ان تجد أديبا ومفكرا أو استاذا جامعيا أو فنانا أو مبدعا بصفته عامة.. يعاني من شظف العيش فكل من هؤلاء يمكنه أن يتقوت من إنتاجه الأدبي والفكري وهم في هذه الخاصة أقرب ما يكون الي الغرب الأوربي والأمريكي وليس أدل علي مكانه المثقفين والمفكرين هناك من أن يتولي أحدهم قيادة الدولة لمدة عقدين من الزمان وهو مهاتير محمد الأب الروحي لنهضة ماليزيا الحديثة .. وكل أصحاب المواقع هنا في كوالالمبور أصحاب رأي وفكر علي درجة عالية من الثقافة.
الثقافة في ماليزيا لا تعني الشعر والقصة والرواية والفن التشكيلي والغناء فقط.. بل هي سلوك حياتي يتجسد في الشارع. وفي المدينة وفي القرية فمثلا شاهدت هنا أكبر حديقة طيور مفتوحة تضم مئات الأنواع من الطيور التي لا تحدها أقفاص بل تتحرك بطبيعية وتلقائية وحرية في هذه المساحات الشاسعة من أشجار الغابات.. وقد أقاموا شباكا شاسعة وعلي ارتفاعات شاهقة لا تكاد تظهر للناظر اليها الا بعد تدقيق.. وهنا يبدو السلوك الحضاري البشري لا في حسن التعامل مع الطيور والحيوانات بعامة فقط بل كذلك في أنك لا يمكن أن تجد أية بقية من نفايات طيور في أي شارع من شوارع الحديقة فالعاملون فيها يتحركون فورا لازالة أية نفاية لعصفور صغير ولك أن تتخيل آلاف الطيور المنتشرة في هذه المساحات الشاسعة ولا تجد أية بقية من نفاياتها في أية بقعة .
ومع أخذ ماليزيا بعناصر الحداثة الغربية في الصناعة والتجارة والتعليم والازياء وبعض السلوكيات هناك أزدهار ضخم لفن العمارة والاعتناء به وقد تجاوزوا توفيز الحاجات الضرورية لسكن المواطن الي التأكيد علي القيم الجمالية في العمارة لديهم وهنا برجان من أعلي الابراج في العالم أقيما علي مساحات واسعة ويستطيع الزائر للعاصمة كوالالمبور أن يراهما من أي زاوية في البلد بما في ذلك الجسر الذي يصل بينهما وشكلهما المعدني المميز الذي يؤكد علي أن هناك حضارة جديدة تنهض وتناطح السحاب قمة الحضارة من خلال رمزي ماليزيا في برجي "بتروناس تون كورز" وقمة الطبيعة الرائعة المتمثلة في غابات ماليزيا .. التي ما إن تراها حتي تعرف أنها غاية شاسعة من الاشجار شقتها المدنيه والحضارة دون المساس بهبة الخالق العظيم إليهم.
وهذا أيضا لم ينف وجود مظاهر الثقافة الإسلامية التي برزت ملامحها في العديد من المباني الحديثة التي استخدمت "موتيفات" اسلامية لتشكيل مبان رائعة ليست متاحف ولا أثارا ولكنها للسكن العادي مما يجعلك تشاهد متحفا مفتوحا للرقي والازدهار واحترام المواطن الماليزي الذي وجب علي الدولة توفير حد من الرفاهية له.. وحتي الفقراء منهم لم يحرموا نعمة التميز فالمباني الشعبية هناك في تجمعات رسمت بعناية ولونت بلون يحاكي جمال الطبيعة التي جبلوا عليها.. الجمال في ماليزيا طبيعة وضرورة وليست تطبيعا.
هذا بالاضافة لما تركه السابقون مثل مبني السلطان عبد الصمد في ميدان التحرير والجامع الوطني وغيرها من عمارة إسلامية حرصوا عليها كل الحرص وابقوا عليها وهذا هو الوجه الآخر وجه الأصالة في مقابل الوجه البارز للدولة وهو الحداثة.
من الطريف أن آثار ثورتنا 25 يناير قد وصلت الي عاصمتهم وهنا ميدان يسمي ميدان التحرير وقد شهدت فيه مظاهرة صامتة لا تطالب باسقاط النظام لأن النظام لديهم منتخب ديمقراطيا من الشعب بل تطالب بانصاف
المتضررين من الكوارث الطبيعة وحوادث الطرق والعنف.. مثل هذا الاعتصام ليس موجها ضد الفتنة الطائفية كما يحدث عندنا لأنهم يعيدون كل البعد عن هذه المفاهيم. فرغم قلة عدد البوذيين هنا فهم يملكون معبدا ضخما بعد صرحا من صروح الآثار يمارسون فيه طقوسهم حتي الآن بحرية .. بل ويتردد عليه الكثيرون علي سبيل الزيادة سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين ومن أبرز معالم الثقافة هنا مسرح "سالومة" الذي يستقبل السائح بعدة عروض عن رقصات شرق آسيا المتنوعة خاتما يرقصه ماليزيا الوطنية والتي يعرض علي شاشات العرض أثناءها صورا لكل ما يمثل ماليزيا.. وينصح بزيارة هذا المكان للسياح في بداية رحلتهم فمن خلاله يتم التعريف بالاماكن التي يحب الزائر زيارتها.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)